سلامة لـ«الجمهورية»: سنقيم «زمن» السلم في ذكرى الحرب

تقول ناهلة سلامة: لم يكن هذا الكلام بعيداً من أجواء زيكو هاوس الذي أضاءته بالفعل شموع جمعية "زمن" ليل السبت 20 نيسان 2013. وجاء الحديث مع رئيسة "زمن" ناهلة سلامة على هامش الحدث المتمثّل باحتفالية "بيروت في الذاكرة" بمناسبة ذكرى الحرب الأهلية في زيكو هاوس، حيث نظّمت "زمن" معرضاً للصور الفوتوغرافية وأمسية شعرية وموسيقية. بحسب سلامة، "جاءت فكرة "زمن" كمبادرة شبابية من قلب المجتمع الأهلي، تجسّدت عبر جمعية ثقافية اجتماعية تعمل على بناء الفرد ثقافيّاً في سبيل الوصول إلى مجتمع راقٍ منفتح على اﻵخرين، كنت من مؤسّسيها إلى جانب مارك خريش، علا فارس و سلمان قشمر".
أحد أهمّ أهداف "زمن" هو دعم المواهب الشبابية، عبر إقامة معارض وندوات وأمسيات شعرية خاصة بهم، وتضمّ عدداً من المواهب الواعدة التي برزت في مجلّة "سكون" الإلكترونية.
بموازاة ذلك، أوضحت سلامة "وضَعنا لـ"زمن" هدفاً آخر هو إعداد مواطن بكلّ ما للمواطنية من معنى عبر برامج التدريب على التواصل السليم وحلّ النزاعات.
وتبقى الركيزة الثالثة لرؤيتنا العملية عبر برنامج تعليميّ ذي شقّين: محو الأمّية وتفعيل طرق التواصل من جهة، وآخر يستهدف إقامة مشاريع خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة". ولكن يبقى التمويل العائق الأساسيّ أمام تطوير هذه المشاريع، "ما دفعنا للاعتماد حتى هذه اللحظة على المتطوّعين وعلى التمويل الذاتي لأنّنا جمعية لا تتوخّى الربح".
بيروت في الذاكرة... بيروت زمن آخر
يقال إنّنا تركنا الحرب... ولكن الحقّ يقال إنّ الحرب لم تتركنا.
ماذا نفعل؟ هل يمكن أن نواجه الحرب برصاصها القاتل؟ هل نتحدّى الدم الذي لوّن أرضنا بمزيد من الدم؟ هل يمكن أن نقف مقنّعين وجهاً لوجه مع المسلّح المقنّع؟
في "زمن"، إخترنا أن نواجه زمن الحرب، أن نصرخ لا للدم من جديد، أن نرفض زمن المسلّحين المقنّعين. في "زمن"، سنقيم زمناً للفنّ، شعراً وصوَراً وموسيقى، زمناً لا رصاص فيه، بل كلمات تنساب من وإلى القلوب، زمناً لا دم يُراق فيه بل لون يرفع قيمة الإنسان، زمناً لا قناعَ مسلّحاً فيه بل شفافيّة ألحان وعذوبة أوتار.بهذه العبارات افتتحت "زمن" نشاطها الذي أعلنته أيضاً نشاطاً سنويّاً.
زيكو هاوس (سبيرز-القنطاري) لا يبعد إلّا 100 متر عن فندق الهوليدي إن، الذي "صمد" كمَعلم أساسيّ للحرب الأهلية، ويطلّ على برج المرّ الشهير. في داخل المعرض، ينتصب برج المر مرّةً أخرى في صورة معلقة على الحائط، ضمن مجموعة لدانيال قاصوف الشويري، كما تميَّز المصوّرون "حسين كزما، آنجلو بعيني، محمود غزيل" بمجموعة من الصور روَت مشهدية قصّة عن لبنان في زمن الحرب.
الأمسية الشعرية تنوّعت بتنوّع الشعراء المشاركين: من سمر دياب، عبيدة الابراهيم، نور ياسين، محمد سليمان، وصولاً إلى المخضرم فوزي يمّين. كما حلّ الممثل طارق قانيش ضيفاً للشرف، فألقى قصائد مختارة لـ"أدونيس". ولم تكن الأمسية لتكتمل من دون عزفٍ على العود الذي أدّاه الفنّان مازن أبو حمدان.
سلامة تقول: "كانت غايتنا من هذه الأمسية فتح باب المشاركة لعدد من الشعراء الشباب والمصوّرين المحترفين وأصحاب المواهب الواعدة، واعتبرناها دعوة مفتوحة لجميع لشباب للمشاركة.
من خلال هذا المعرض، ارتأت "زمن" أن تعرض مشاهد الحرب الأليمة، والتي يجب ألّا تتكرّر، لهذا سعينا إلى أن يراها الناس عن قرب في صورة على الحائط، كي لا يضطرّوا لرؤيتها على أرض الواقع".
وتعِدُ سلامة "أن تتمّ إقامة معرض آخر في دار للمُسنّين "بالعمر المديد" في 11 أيّار 2013، وستعرض فيه صوَراً فوتوغرافية للمصوّرين الذين شاركوا في احتفالية "بيروت في الذاكرة"، إضافة إلى عدد من مصوّرين آخرين انضمّوا حديثاً".

Publisher: 
آخر تاريخ التحديث: 
22/10/2013 - 2:36م
تاريخ النشر: 
الاثنين, 20 مايو 2013
randomness